بينما أنا اقلب التلفاز وأتنقل بين محطاته.هربا من السياسة وما يجري على الساحة في وطننا العربي والإسلامي على حد سواء .وما يجري على ارض الواقع من اهانة و ذل .استقريت على إحدى المحطات الفضائية
فشدني فيها برنامج وثائقي جميل ....
سأحكيه لكم
قطيع من حمار الوحش بدا لي جميلا في مظهره واستقرت في قلبي هيبته . ينتشر بكثرة في ارض واسعة في فضاء رحب .ارض مليئة بالعشب والخشاش الاخضر على ضفة نهر طويل وغابات مشجره تحيط به من كل ناحية وتزينه من كل جوانبه.أثار انتباهي
وأعجبني ما يقوم به وما يعمل جاهدا لتعليمه لأبنائه
يدرب صغاره على الجري والهرب والمناورة إذا واجهه مكروه أو فاجأه كرب او شر يريد النيل منه .
كان منظره يثير الإعجاب والاستغراب. مجموعة كبيره أزهت الأرض بألوانها الأبيض الناصع المقلم بخط اسود داكن .
منتشرة على ساحل النهر بأحجامها المختلفة الكبير منها والصغير وهناك ما بين هذا وذاك .
وفي الطرف المقابل وقعت عيني على سبع يحيك لها ويتصيد منها فريسته. يبدو من منظره انه جائع يعدو رويدا على مهل. ظننته لن يقدم على شيء فكثرت القطيع تخيف جمع سباع وليس مفردها سبع .
ولكن قد تكون الكثرة بريقا لمعدن مقلد تجاري الصنع .
وما هي إلا لحظات حتى انقض السبع بجرأه مسرعا كسرعة البرق متجها نحو أطرافها المبعثرة .
ليلتقط المتطرف عنها في احد اركانها.فزع القطيع واخذ يجري ويطلق ساقيه للريح تسابق رجليه بسرعتها يديه.
حدث ما كنت أخشاه
استفرد بأحدها ليغرس أنيابه في رقبته فيضجعه على جنبه ليرديه على الأرض صريعا وينهش من لحمه وما هي إلا برهة إلا وساقيه تتحرك من سرعة لبطء حتى سكنت .فأيقنت انه قضى
واخذ السبع يقطع أوصاله وينهش من لحمه وعينيه إلى باقي القطيع( يأكل ويترقب )
.رفت عيني باتجاه القطيع لأرى ماذا سيبدر منه علني المح ردت فعله.لم أجد منه إلا وقد توقف وحنا رقبته إلى الخلف لينظر إلى أخيه مالذي جرى له . ومالذي أصابه
لم يتألم
ولكن يبدو انه امن على نفسه وفرح بسلامة جسده. فقد شبع السبع .وقد يحتاج وقتا كي يجوع ثانيه. ليعود الخوف إلى نفسه من جديد .
سرعان ما عاد إلى ذهني حال الدول العربية المترامية الأطراف.ذات الجموع الغفيرة والأعداد الهائلة المثيرة
واختلاف أشكالها وألوانها وأطيافها وأحزابها.
تقف حائرة في وجه عدو متغطرس ينهش لحم أبنائها ويغتصب نسائها ويقتل شيوخها وأطفالها .ويصلب رؤسائها ويعدم كبارها .
ولكن هناك فروق بسيطة للمتمعن جيدا المتمقل مليا
الا وهي...
كبار القطيع يعلمه الهرب والمراوغة
كبارنا علمونا الصمود ليهربوا هم أول لحظه يوشك الخطر بالمداهمة ويصبحوا الخنجر الذي يغرس في خواصر المناضلين منا والمدافعين .إرضاء لأسيادهم وحفاظا على عروشهم
كبار القطيع يكتفي بالمشاهدة
كبارنا يتسابقون في إعانة العدو ومساندته في دمار بلادنا وإخضاعنا لأهدافه وتطلعاته
وفي النهاية
يخطئ من يكتب الدول (العربية )
بل هي الدول (ه ي ب ر ع ل ا )
إلى أن تجتمع وتلصق الحروف وتوضع في أماكنها الحقيقية التي تفيد معنا تام . وهذا بعيد في ظل هذه السياسات والتخبطات .
ولكننا نبقى نعيش على أمل .
إلى ذلك الحين ستبقى بهذا الشكل ...